الجمعة، 4 فبراير 2011

نعيما ايها المجانين


نعيما أيها المجانين



أنا حلاق..وكثيرون لا يزالون يعتقدون أنى مجنون , ويرفضون أن أحلق لهم رؤوسهم أو ذقونهم ولا بأس إذا اعترفت لكم الآن ..فقد كنت مجنونا فعلا.. ا
كنت مريضا بما يسمى (المجالومانيا )أي جنون العظمة ...ا
وقد أشتد بي المرض يوما حتى خيل ألي أنى نبي مرسل من الله ...,ا
وكانت وسيلتي للهداية البشر هي أن أضربهم على أقفيتهم
وظللت أضرب الناس على أقفيتهم
حتى حملوني إلى مستشفى العباسيه ...مستشفى المجانين ...وقضيت هناك 3أشهر ا...ثم خرجت ...ولم أكن قد شفيت ...كل ما هنالك أنى دخلت المستشفى مجنونا خطرا وخرجت منه مجنونا هادئا ..ا
ولكني الآن شفيت ..ا
شفيت تماما ...ا
و أأكد لكم أنى لم أعد مجنونا ...لا مجنونا خطرا ولا مجنونا هادئا ...شفيت
وليس لطبيب فضل في شفائي ...كما لم تشفني معجزه ولم يشفني عاقل ...ا
أنما عالجني وشفينى مجنون مثلي !!!...ا
وأسمعو القصة .ا
أنها قصه أن لم تهمكم فقط تسليكم ..ا
ولكنها قطعا تهم أطباء الأعصاب وأطباء النفس ,فهي تنتهي ألي وضع نظريه جديدة في معالجه المجانين , يستطيع اى طبيب أن يبحثها ويضعها في صيغه علمه ...ا
ثم ينسبها إلى نفسه ...ولن أنازعه حقه فيها ,ولن أدعى فضلا لنفسي
ولقد خرجت من المستشفى وعدت أزاول مهنتي في الدكان الذي
تعودت أن اعمل فيه وكنت –كما قلت –قد أصبحت مجنونا
هادئا .. كنت لازلت مريضا بجنون العظمة...كنت أعلق فوق
المرءاه التي أعمل أمامها يا فطه كبير كتبت عليها
ا(أرفع رأسك للحلاق ,وأحن رأسك للحلاق )ا...ا
كنت أعامل الزبائن على أنهم أقزام ... وأحيانا أعاملهم على أنهم ميكروبات ولكن هذا الإحساس
لم يكن بأثر في صنعتي وفني فقط كنت ولازلت أمهر حلاق
في جمهورية مصر العربية ...ا
المجانين كباقية المرضى بأنواع المرض المختلفة –تجدهم
يعرف بعضهم البعض-...وينجذب بعضهم إلى بعض ويسمع كل
منهم أخبار الآخرين ويتتبعها..إذا أصيب واحد منهم بالذبحة الصدرية -مثلا-ا فسيكتشف فاجأه أن هناك ألاف غيره مصابون بذبحة صدريه وسيسمع عنهم ويأتيهم أخبارهم وأخبار العلاج الذي يتناولونه ...وكذلك مرضى السكر .. ومرضى القرحة ا...وكما يعرف أبناء المهنة الواحدة بعضهم البعض ,فكذلك يعرف أبناء المرض الواحد بعضهم البعض ..أن المريض عندما يصاب بمرضه يجد نفسه يدخل عالم خاصا كل من فيه مريض بنفس المرض...وكذلك المجانين !!!...ا
وقد كان من بين زبائني كثيرا من المجانين ,يجذبهم إلى وحده المرض
وحده الجنون .... وكنت أرى منهم تصرفات عجيبة ...كان من بينهم واحد يصر على أن يخلع حذائه عندما أحلق له رأسه ...وكان زميلي في الجنون ,الأستاذ عصمت فخري , يصر على أن أحلق له شعره كل يوم وأحيانا مرتين في اليوم
لأن صوت المقص وهوا يتحرك بجانب أذنه يريح أعصابه ...ا
كثير من المجانين لم تكن تصرفاتهم تثيرني أو تدهشني فنحن المجانين نستطيع دائما أن يفهم بعضنا البعض
الأطفال ....أن الطفل أقدر على فهم وتقبل تصرفات طفل أخر من الرجل الكبير إلى أن كان يوم ...وقفت سيارة فخمه أمام باب المحل ...ونزل سائق ورأيته
يهمس في أذن صاحب المحل طويلا ... ورأيت صاحب المحل تعلو وجه علامات الحيرة ثم طلب منى فصوت مرتعش أن اذهب مع السائق لأحلق شعر (حماده) بيه
نجل المليونير
المعروف ( منصور باشا-سابقا-عبد العظيم) ...ا
ولم أفهم ساعتها سببا لهذه الحيرة والتردد الذين كان يعانيها صاحب المحل ا...وحملت حقيبتي الصغيرة ,وذهبت مع السائق ...وأصررت على أن اجلس في المقعد الخلفي ...وحاول السائق أن يعترض ...ولكني صرخت فيه ..ماذا يظننى هذا التافه ...لولا انه لا يعرفني لصفعته على قفاه ...ا
وتركني التافه اجلس في المقعد الخلفي وقادني إلى قصر كبير في شارع الهرم ,وأسلمني إلى السفرجى الذي قادني في أبهاء وممرات صامته حزينة ,حتى وصلنا إلى غرفه بابها مغلق . وأشار السفرجى إلى البابا المغلق من بعيد وقال :-أتفضل..ا
ونظرت أليه بعيني قويتيا آمره بان يفتح لي الباب ...ولكن السفرجى تراجع بضع خطوات إلى الوراء وعاد يقول :ا
ا-أتفضل: أتفضل ...ا
ثم تراجع بضع خطوات أخرى وهو يردد :ا
أتفضل ..أتفضل البيه جوه...افتح الباب ...ا
ثم تركني وحدي أمام الباب , وأختفي .هؤلاء الخدم متى يعرفون واجبهم في خدمه الأسياد ...؟؟؟!!!ا
وتقدمت ,وفتحت الباب ...وأدرت عيني في الغرفة خافته الضوء..وفاجئه في ركن من الغرفة ....سقطت عيناى على وجه عجيب ...وجه أصفر لشاب يبدو في العشرين من عمره ...نحيل .نحيل جدااا....كأنه على وشك الموت ...وعيناه واسعتان جاحظتان
ا....وشعره كثيف ,خشن فوق رأسه يغطى أذنيه ,وينزل حتى يغطى جبينه الضيق
ا.. وكل شعره منتصبه كأنه شعر من السلك ..كأنه شعر رأس العبد التي تستعمل في تنظيف السقوف وأعلى الجدران ...وما كاد يراني حتى صرخ ..ا
أمشى أطلع بره ...أطلع بره ...أطلع بره
وصرخت فيه وقد انتفضت أعصابي حتى سقطت حقيبتي من يدي :ا
ا-أخرس –أنت فاكرني خدام أبوك عشان تجيبني وتقلى اطلع بره ..أنت مش عارف أنا مين؟؟؟..أنا أحسن منك ومن أبوك ..وصرخ ...-حقتلك -..هموتك ..ألحقونى ...هموت ....الترماى هيدوسنى ..توت توت ...أوعى الطياره
وعدت أصرخ فيه ...وأختلط صراخنا .ا
وأخذت أتقد منه وعيناى مسلطتان على وجهه ... ورغبه جامحة تتملكني لصفعه على قفاه ...وسيلتي لهداية البشر ...ا
ورفع أنية زهور وقذفني بها ..فسقطت حتى قدمي وهوا يصرخ ...أنا أًصرخ ..ا
وكلى تحفظ لأصفعه على قفاه ...صفعه قويه أنزع بها عنقه من فوق كتفه ... وبداء يتراجع ... وأنا أتقدم ...ورفع أنية أخرى ليقذفني بها ...وقد ازدادت عيناه اتساعها وجحوظا , والذعر يشتد فيها ... ا
وأنا أتقدم ...ا
وهوا يصرخ ..ا
وأنا اصرخ .....ا
أه ...أه ...ا
أخرس يا حشره ...يلعن أبوك...و..و........ا
وفجأة سقطت الأنبه من يده وأجهش ب البكاء ...وسقط فوق صدري ,قبل أن أرفع يدي لأصفعه ...وأخذ يبكى كالطفل البريء .... وأنا واقف منتصب القامة كأني أله ا...ومدت يدي , وبدل من أن اصفعه , مسحت على كتفه كأني امنحه بركتي ..ا
بركه الإله ...و بكا كثيرا على صدري ...حتى هدا ...وخيل إلى انه على وشك أن ينام
فأزحته من فوق صدري ... وسحبت مقعدا وضعته في وسط الحجرة ...والتقطت حقيبتي ووضعتها على المائدة , وفتحتها ...ا
ثم التفت أليه وقلت بلهجة أمره وأنا أشير إلى المقعد :ا
أقعد ...وأزداد انكماشا في ركن الحجرة ,وهوا يهز رأسه في حركات عصبيه
ا..لا ...لا ..لا لا لا...ا
وصرخت فيه صرخة قويه :أقعد ...بقولك أقعد
وزحف بقدميه حتى جلس على المقعد وهوا يرتعش...وأمسكت بالمقص
وطقطقت به في الهواء...فقام مفزوعا وحاول أن يجرى من الغرفة ...ولكني أمسكت به ,وألقيت به في قوه فوق المقعد وأنا أصرخ في قوه وعظمه
ا :-أجلس- أوعى تتحرك ... وجلس وهوا يبكى ...ا
وهممت أن أقص شعره ...ولكنه مال برأسه للوراء حتى أصبح من المستحيل عليا أن أباشر عملي ,فعدت أصرخ فيه : -لا ياشاطر ...أنت مسمعتش حكمه النبى سليمان... أرفع رأسك للحلاق وأحنى رأسك للحلاق..
وأحنى رأسه صامتا ...ا
وكانت كل قواه قد استنفذت
فأستسلم صامتا , وكف عن البكاء ...ا
وأخذت أقص له شعره ...
وباب الغرفة مفتوح ... والخدم يمرون من بعيد , وينظرون إلينا في دهشة...ا
ثم جاء (الباشا) ووقف عند بابا الغرفة بنظر في دهشة هوا الآخر وطبعا احتقرت الباشا ولم اهتم بالنظر أليه ...وتعمدت أن أطيل في المدة التي يستغرقها قص شعره .. فقد كنت اشعر بالراحة
أشعر بكل عظمتي ...أشعر ب أني نبي ...أكثر من نبي ...أنا اله ..ا
وكان هوا أيضا مرتاحا ,هادئا ..كأنه لن يثور أبدا ...!!ا
وعندما أنتهيب كنت قصصت شعره كله ... وبداء إنسان جميلا قريبا من القلب .ا
وعندما هممت بالانصراف,أمسك بي , وصاح وهوا يبكى مره أخرى
:-
لا ...لا لا
متسبنيش ...متسبنيش ... نظرت إليه من عل , وقلت من طرف أنفى
ا :في ناس كتير عايزنى ... مش أنت بس
وتركته وهوا لا يزال يبكى ...وعدت إلى الدكان ولم يكد ينقضي ساعتان , حتى جاءت السيارة الفاخرة مره ثانيه ونزل السائق يرجوني ويتوسل أليا أن أعود معه مره ثانيه
ثم تقدمني ...وفى هذه المرة و فتح لي باب السيارة الخلفي..ا
وعدت لأجد حمادة في حاله هياج شديد , وقد حطم كل ما أستطاع أن يحطمه في الغرفة ... ووالده الباشا واقف في انتظاري يرجوني أن احلق له شعره مره ثانيه ا...وتكرر نفس المنظر
ا....صرخ ... وقذفني بمقعد .. وصرخت ...ولعنت أباه ألي أن ارتمى فوق صدري وبكى ...ولأطيل عليكم أن حماده مجنون مثلي
ولكنه مريض (بالرانويا) أي الإحساس ب ألأتهاض ...وقد أشتد مرضه حتى أصبح مجنونا خطرا , لا تنفع معه ألا الحقن المخدرة , والصدمات الكهربائيه ,

ورجاني والده أن اترك المحل وأقيم مع حماده فى القصر .. وقبلت لأني كنت أحس أنى رسول الله لهداية البشر ومنهم حماده ...وقد كان حماده سببا في استبداد هذا الإحساس بي ... كنت أتركه وأنا أحس بأني أستطيع أن أهدى البشر فعلا ...ا
وأثير في الشارع وأنا أهم في كل خطوه بان أقبض على كل من يصادفني
واحلق له رأسه لأهديه ...ولكن بداء تطور غريب يحدث لي
تطور في أحساسى ...بداء احساسى بالعظمة واقتناعي باني رسول ... يتسلل إليه أحساس أخر بمسؤليتى عن حماده ...ثم بداء احساسى بمسؤليتى عنه يشتد ...أصبحت لا أطيق ان افترق عنه ...حتى أنى كنت أنام معه في نفس الغرفة ...وأطمأن بنفسي على طعامه , وأصحبه في نوباته وأنتظر النوبات التي تنتابه
فأعالجها بنفس الطريقة التي عرفتها ....أشخط فيه , وألعن أباه ,ألي أن يبكى ويهدا .فأقص له شعره حتى لو لم يكن قد مره يوم واحد على أخر مره حلقت له فيها شعره ...ا
وشيأ ف شيأا ....أختفي من عقلي هذا الوهم باني اله أو نبي
أو عظيم.. لم عد أحس ألا باني حلاق وأنى أحب حماده ,وأريد له الشفاء وأساعده عليه ...ا
وحماده أيضا ...بدأت النوبات التي تنتابه تتباعد ..وأصبح هادئا في معظم الأوقات
طالما كنت بجانبه ...ثم بدأت أتعمد أن أغيب عنه فترات قصيرة ,وأعود فأجده
لا يزال هادئا . وغبت عنه يوما كاملا ..قضاه هادئا ,و........ا
لقد شفى حماده أيضا
شفينا نحن الاثنين....صدقوني ..لقد شوفينا نحن الاثنين ....ا
بماذا يستطيع رجال الطب ان يفسرو هذه الظاهره ؟؟؟...ا
أنها ظاهره تكشف عن مبداء جديد في علم الأمراض العقلية , مبداء يقرر
ا(لا ياشفى المجنون الا مجنون )ا
تماما كما تقول : (لا يفل الحديد الا الحديد ) ا
ولو رأيتموني
الآن لاعرفتو أنى عاقل ... عاقل جدااا...وربما لاحظتم أنى أتكلم كثيرا ...أنى ثرثار
هل تعتبرون هذا نوعا من الجنون ؟؟؟؟!!!ا
أذن فكل الحلاقين مجانييييييييييين !!!!!!!!!...

الاثنين، 24 يناير 2011

فوتوجينيك


فوتوجنيك

أنا مصور فوتوغرافي ..
بدأت هاويا , وانتهيت محترفا
ولا أدرى متى بدأت هوايتي ... بل أنى لا أذكر يوم من عمري لم احمل فيه بين
يدي آلة تصوير ...ا
فقط كان والدي من هواه التصوير أيضا ,وكنت و أنا صغير أجرى لأخطف آلة التصوير ,وأضمها إلى صدري فرحا ضاحكا كأني أضم كل ما في الدنيا ... وكنت إذا بكيت لا أسكت ألا إذا جاءت لي والدتي بآله التصوير .. و إذا أرادوا إن يسقوني ا(شربه )أو دواء مر ,تحايلوا علي باعطائى أله تصوير ..وعندما أصبحت في العاشرة من عمري ,ونلت الشهادة الابتدائية ,أهداني والدي اله تصوير...ا
ا كاميره !!!!...ا
من يومها وأنا أرى الدنيا وأرى الناس ,من خلال عدسه الكاميرا..ا
لم يكن ما أراه بعيني يصلح للحكم على الأشياء ..
كان الحكم دائما لعدسه الكاميرا ..أي أنى لو رئيت رجلا بعيني لا أستطيع أن احكم عليه ....لا أستطيع أن أحبه أو اكرهه..ا
لأستطيع أن احكم على أخلاقه ...ا
وإنما كل ما يحدث لي أن يثير هذا الرجل اهتمامي أو لا يثيره ...فإذا أثار اهتمامي صوبت إليه العدسة والتقطت صورته ..ثم أنظر في الصورة , ومن خلالها أستطيع أن احكم عليه ..وأستطيع أن اعرف أخلاقه ..أستطيع أحبه أو اكره ...ا
وأنت تعرف أن عدسه الكاميرا تعمل بالظبط نفس الطريقة التي تعمل بها عين الإنسان ..أي أن تركيبها الميكانيكي هوا نفسه التركيب الفسيولوجي لعين الإنسان ..ورغم ذلك ...ا
فأن هناك فارق بين ما تلتقطه عين الإنسان , وما تلتقطه عدسه الكاميرا ....فالمنظر الطبيعي الذي يبدو في الصورة الفوتوغرافية تجده مختلفا عن نفس المنظر إذا وقفت أمامه وتطلعت إليه بعينيك المجردتين ..إن في الصورة تفاصيل كثيرة لما تلتقطها عيناك ,وفيها تكامل وانسجام لا تستطيع أن تحس بهما بعينيك ,ولكن عدسه الكاميرا
أحست بهم ...وكذلك وجوه الناس..أن الوجه الذي تراه عينيك , يختلف عن نفس الوجه إذا التقطته أله التصوير ..فقط ترى عينيك وجه فتاه في غاية الجمال ..ولكنك إذا التقطت صورتها بالعدسة وجدتها في الصورة أقل جمالا ..بل قد لا تكون جميله أبدا ..وهذا الاختلاف هو الذي أدى إلى تقسم وجوه البشر إلى :ا
وجوه (فوتوجنيك )ووجوه (ليست فوتوجنيك) ..ا
وهذا الخلاف بين عين الكاميرا وعين الإنسان وقد يبدو ضئيلا بالنسبة للرجل العادي ولكنه بالنسبة لفنان مثلي كبيرا ..
كبيرا جداا!!!..ا
وقد بداء هذا الخلاف يحيرني منذ مده طويلة....ا
كنت أسئل نفسي: ما الذى يجعل بعض الوجوه فتوجنيك والبعض الاخر ليس فتوجنيك؟؟؟ !!!...
من الناحية العلمية يستطيع أى أخصائي في التصوير أن يقول
لك أن الظلال التي تلقيها ملامح الوجه هي التي تؤثر في مدى صلاحيته للتصوير ..ا
أي قد يكون وجهك جميل ,ولكن الظل الذي يلقيه أنفك على وجنتيك يجعل وجهك يبدو في الصورة مسطحا ,فيصبح وجهك ليس فتوجنيكيا!!!...ا
ولكن هذا الكلام العلمي ليس صحيحا على إطلاقه فقد أجريت مئات التجار على ظلال الوجه , ورغم ذلك ظلت هناك وجوه فتوجنيك ووجوه غير فتوجونيك حتى لو تساوت الظلال بينهم !!!...ا

وجدت نفسي بعد قليل أتساءل : ا
أيهما أصدق.... عين الإنسان أم عين الكاميرا !!..
أن كل منهما يرى نفس الشيء رؤية مختلفة فأيهما أصدق فى رؤياه... هل ما نراه بأعيننا هو الحقيقة ,أم ما تراه عين الكاميرا ؟...ا
وحيرني السؤال ....ا
عشت شهورا طويلة حائرا ....ا
ثم ..وجدت الاكتشاف العلمي الضخم ....وجدت الجواب ...ا
أن عين الكاميرا أصدق من عين الإنسان !!...ا
لا تندهش ...ا
ولكن ,أسألني: لماذا ؟؟!!.. ا
والمسألة بسيطة ...ا
أن عين الإنسان تتعرض لمؤثرات كثيرة ....تتعرض للعاطفة.ا
فأن عواطفك تؤثر في عينيك,
فترى الشخص الذي تكره دميما والشخص الذي تحبه جميلا ,,ا
وبيت الشعر الذي يقول :ا
ا(وعين الرضي عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدى المساويا )ا

ليس مجرد بيت شعر, أنه نظريه علميه !!ا
كما إن عين الإنسان تتعرض لمؤثرات الجنس, فالرجل قد يرى المرأه جميله لمجرد أنها أمرأه ,أو لأنه يشتهيها .ا
كما تتعرض لمقتضيات المصلحة الخاصة كما يصورها لك العقل ...ا
فإذا كنت محتاجا لرجل فأنك غالبا ما تراه أنسأن سمحا ينطق وجه بخف الدم في حين انه قد يكون سمج ثقيل الدم و.....و...ا
هذه عين الانسان ... ا
عين لا يمكن أن تكون صادقه ..لأنها عين ليست منزهه وليست محايدة ,ا
أنما هي عين أثيره بين قلب الأنسان وعقله ...ا
أثيره ألأهواء !!..ا
ولكن...ا
..عين الكاميرا ليست كذلك ..ا
أنها عين نزيه...محايدة ... متحررة من الأهواء... عين لا تخضع للعاطفة ,ا
ولا شهوه جنسيه ولا مصلحه خاصة..ا
أنها عين صادقه ..ا
أن ما تراه الكاميرا حقيقة قاطعه...ا
وما يراه الإنسان حقيقة مشكوك فيها..ا
ولكن...ا
هناك سؤال أعمق... وأخطر!!؟ا
هل الفرق بين ما تراه عين الإنسان , وما تراه عين الكاميرا هوا مجرد فرق في الشكل ..في المظهر الخارجي...ا
...أى هل كل الفرق ينحصر في أن الوجه الذي تراه عين الإنسان جميلا قد يبدو في الصورة الفوتوغرافية أٌقل جمالا ...ا
أم هوا فرق في الحقيقة التي تختفي خلف الوجه ...حقيقة الشخص نفسه أخلاقه ..طباعه ..نياته ...!!!
وبمعنى أخر ....ا
هل تلتقط الكاميرا صوره الوجه فقط, أم تلتقط مع الوجه صوره الأخلاق والنيات؟؟ا
سؤال خطير!...ا
لكنى وجدت الجواب...ا
الجواب هوا أن الكاميرا تلتقط أيضا صوره الأعماق...ا
صوره أخلاق كل ما يقف أمامها... فأنت - أو على الأصح ,أنا - أستطيع أن اعرف أخلاق الشخص من صوره الفوتوغرافية... بل أنى لا أطمئن للشخص ألا بعد أن التقط صورته ,وأدقق فيها لأعرف أخلاقه ونياته!!..ا
وكثير... كثيرا جدا ... يحدث ان تلتقي بشخص وترتاح إليه وتطمئن لنياته ولكنك إذا التقطت صورته ودققت النظر فيها وجدت ملامحه
تنطق بالخبث, والجشع, وسؤ النيه ..وعليك فى هذه الحاله أن تصدق عين الكاميرا ولا تصدق عينيك , لأن عين الإنسان –كما قلت لكمشكوك في صدقهما -...ا وأصبحت هذه نظريتي في الحياة....ا
أرى الناس والأشياء من خلال عدسه الكاميرا , واحكم على الناس والأشياء كما تحكم عليهم الكاميرا ... حتى أنى قررت يوما أن أشترى سيارة مستعمله وكان صاحبه يبدو صادقا طيبا حسن النية ولكني رغم احساسى بصدقه وطيبته صممت قبل إن اشترى السيارة على أن ألتقط له صوره .. ودققت النظر فى الصوره, فأذ به يبدو خبيثا, كاذبا, سيء النية ... كان وجه طبعا (ليس فتوجنيك ).....ا
ولم أشترى السيارة... وحمدت الله لأني لم أشترها فقد أشترها صديق لي وتبن له بعد أن اشتراها إن (الأكس) مكسور وملحوم ...وضاع عليه الثمن الذي دفعه !!..ا
وكنت سعيد بأكتشافى ...ا
وكنت أثير في الحياة وفى يدي عدسه سحريه تطلعني على خبايا النفوس ...ا
عدسه الكاميرا!!..ا
إلى أن التقيت بسعاد..ا
رأيت سعاد من النظرة الأولى ..جميله ..رائعة
وجهها ينم عن البراءة ...وعينها تشعان بذكاء طيب هاديء..ا
وابتسامتها تطرق قلبك بحنان غريب...ا
وشعرها منسدل على كتفيها في راحة, كأنه منذ ولدت نائم فى مكانه لم يوقظه احد.ا
رأيتها كما أرى حلم عشت فيه عمري كله...ا
لم تسنح لي فرصه لتصويرها لأسابيع طويلة
ولكني لم أكن في حاجه إلى تصويرها... كانت صورتها تزداد وضوحا في عيني يوما بعد يوم ...وحديثها الشائق يقودني إلى أعماقها... أعماق من النور .....ا
...نور ومن تحته نور ....ا
وأحببتها ...ا
أحببتها الى حد أنى كنت أنسى الكاميرا وأنا بجانبها ...نعم ...إلى هذا الحد أحببتها..ا
...ثم ..ا
التقطت لها صوره ...بعين الكاميرا ...لم التقط صورتها لأني كنت أريد أن اعرفها أكثر ...لاء ...فكنت واثق من أنى لست في حاجه لأعرفها أكثر ...ا
.وذهبت لمعملي وحمضت الصورة , ثم أضاءت النور ونظرت إليها
وانا مطمئن النفس ...واثق من النتيجه ..ا
ولكن ..ا
أنها ليست فتوجنيك !!..ا
أن وجهها يبدو مسطحا ..باهتا ...وابتسامتها تبدو مفتعله ..وفى عينها خبث ..ا
وبشرتها تبدو خشنه وكأنها بشره فتاه أنهكتها التجارب
لا ..لا يمكن ...لابد أن شيء حدث وأنا ألتقط لها هذه الصورة ..!!؟؟
التقطت لها صوره أخرى ..وثانيه ...وثالثه .. وعشرات الصور ..ا
في أوضاع مختلفة .. من زوايا مختلفة... وعكست عليها النور من جميع الجهات..ا
وصورتها دون أن تدرى .. وصورتها وهى تدرى ...و...ا
والنتيجة واحده..ا
أنها ليست فوتوجنيك ..ا
أن عين الكاميرا لا تريد أن ترحمها ..ا
عين الكاميرا لا تريد أن تكذب..ا
ولكن من قال أن عين الكاميرا أصدق من عين الإنسان؟؟!!ا
ما هذه النظريه السخيفه التى ابتكرتها ,أمنت بها !!.ا
كيف اجعل هذه الإله الصماء -الكاميرا - تتحكم في منطقي وفى حكمي على الأشياء والناس, ثم أتركها تتحكم الأن فى عواطفى ....ا
لاء....ا
هذه نظريه جوفاء..ا

هذه سخافة..ا
أنى أحب سعاد... والحب هوا الحقيقة الحب هوا الصدق الحب هوا حياتي ّّّّ...!!!ا
هجرت الكاميرا ...تركتها ...لم اعد أرى الدنيا من خلال عدستها بل لما اعد ألتقط بها صورا... تركت التصوير الفوتوغرافي كل ما فعللته قبل إن اهجر الكاميرا والتصوير هوا أنى جئت بأحدي صور سعاد , وأجريت عليه بيدي رتوش كثيرة حتى بدت جميله ...جميله جداا..ا
وأهديتها الصورة ذات الرتوش...ا
الصورة المزورة ...ا
ثم تزوجتها...ا

********
أتدرى ماذا حدث ؟؟ا

بعد سنه طلقت سعاد...ا
لقد كانت عين الكاميرا ,أصدق من عين الأنسان...ا
وعدت الى الكاميرا ...ا